الخميس، 27 نوفمبر 2008

السجين


وحلم الحرية يداعب عقله .....يعبث مع ما تبقى من الاحلام التى تلاشت رويدآ بين صلابة القضبان و بددت برودة الاركان ما تبقى من دفء الشمس آخر الليل
ظلام يخيم على المكان حدوده اربعة جدران تتخللها الصدوع و الشروخ فتبدو وكأنها سوف تسقط فوقه تمتد
من الجدران الى الارضية الى قدمية تتصاعد لتلقى صدعآ آخر فى قلبه شقه سيف اليأس.

فالقمر و نجومه قد حرم عليهم ان يمنحوه النور لتتركه فى مشهد شديد السواد و السكوت......هدوء يقطعه صوت...قطرات الماءالمتساقطة فى

بطء من صنبور قديم بجوار زنزانتة.....تذكره بدقات قلبه و بكل لحظات حياته ......الوقت هنا راكد ثقيل؛ يتسارع فى صدره الشهيق و
الزفير محاولآ ان يدفع ذلك البطء او يحرك ذاك الوقت ؛لكن ضربات قلبه تتصارع فيتشتت ذهنه ؛ وتتسائل نفسه؟ ماذا جاء بى الى هنا؟
يكسر الصمت صوت من خارج زنزانتة يخبره بشىء ما لكنه لم يسمعه فيتعجب هل السجان قد سمعه؟..
فيهرول الى القضبان يمسكها ليرى من بخارجها فيسقط عليه ضوء القمر دون قصد ؛ الآن ؛ نعم الآن يتذكر كل شىء.
انه لم يرتكب جرمآ سوى انه حاول بعقله و قلمه ان يعبر عن رأيه ؛ فجاؤه ليلآ و كبلوه و

اغمضوا عينه ؛ واصبحت وقتها تلك الزنزانة قبره... قابعآ فيها و تتلاشى معها الأيام و

السنين؛ يسقط ماضيه و مستقبله حتى يظن ان ها هنا مولده
فعقله قد طور نوعآ يشبه النسيان نوعآ من الموات لذلك فانفاسه لم تعد متلاحقة و دقات قلبه لا تريد ان تفشى سر الحياه.
سكون مخيف يقطعه صوت خافت يأتى من بعيد.... صوت صار يعلو رويدآ الى مسامع اذنيه هل هو السجان؟

-سيدى هل هذه طائرتك؟

يصحو من غفوته فجأه ليرفع رأسه ناظرآ فى بلاهه الى عامل المطار و هو يسأله
فيتجاهاه تمامآ و يعدو نحو ممر الطائره فى تلك الساعة من آخر الليل و صوت قطرات المطر المتساقطة فى بطء على زجاج المطار يذكره

بدقات قلبه و لحظات عمره و صوت فى المكبر يخبر الركاب ببدأ الرحلة المغادرة بعيدآ عن ارض الوطن.

هناك تعليقان (2):

أحمد سلامــة يقول...

طبعا انا بعلق بدري عشان اكون اول تعليق في مدونتك
فـ الف مبروك المدونة
متاخرة كتير يا صديقي
حمدالله على السلامة
القصة جميلة بدون اي مجاملات واللغة فيها حلوة
وهقراها تاني وتالت عشان انت فاجئتني

مبروك الإفراج

escape يقول...

انا بجد فعلا احب اشكرك جدآ على تشجيعك و على مرافقتك ليا الأسبوعين اللى فاتو و انت عارف ان اللغة بالنسبة ليا مشكلة فا أوعدك ان يبقى فى تحسن مع الوقت.